المصيدة

في سبتمبر من عام 1940، وتحديدًا بعد الهدنة بوقتٍ قصير، سافر جوزيف بريديه من ليون إلى فيشي للقاء باسُّون أحد أصدقائه القدامى، والملحق بالمديريّة العامّة للشرطة الوطنيّة. وكان سبب سفره هذا هو رغبته في الحصول منه على تصريح سفرٍ آمنٍ لمغادرة فرنسا والانضمام إلى ديغول... بالطبع لا يحدد الهدف الحقيقي لطلبه، لكنه يضيع في تفسيراتٍ ذات مصداقية إلى حد ما من خلال التظاهر بأنّه شخصٌ بيتاني مقتنع...

من هنا تبدأ رحلة طويلة داخل المكاتب، داخل مصيدةٍ ستنغلقُ عليه: شخصيّاتٌ مضطربةٌ وأصدقاء قد لا يكونوا أصدقاء، "كان يشعر باهتياجٍ غير واضحٍ من حوله. يتمّ تداول الأوراق المتعلّقة به من مكتبٍ إلى آخر. لماذا؟ كيف لم يخبروه بأيّ شيء؟ كان الأمر يبعث على القلق أكثر فأكثر. كان أسلوب باسّون غريبًا. لقد كان ودودًا وفجأةً تغيّر. وماذا عن هذا التقرير؟ ممّن هذا التقرير وعن ماذا؟"

رجلٌ يروح ويجيء بين مكتبٍ وآخر، وزوجته التي من خلال تدخلاتها قد لا تساعده. رجلٌ يتأرجح باستمرارٍ بين التفاؤل الذي يتنفسه البعض، وبين التشاؤم الناجم عن تأملات أو مواقف المحاوِرين الآخرين، تشاؤمٌ مولودٌ من توقعاتٍ طويلةٍ وباطلةٍ ومن البراهين الكاذبة... والمحاورون من إدارة نظام فيشي الذين ينفخون بالحرارة والبرودة... تواطؤ متعمد من هؤلاء الرجال في خدمة نظامٍ شموليّ لا يذكرُ اسمه.

هذه الرواية عبارة عن وصفٍ قاتمٍ لنظام حكومة فيشي، "مصيدة فئران" توصف بواقعية ودقة، وشعور بالارتباك والعجز يكتسح هذا الرجل الفقير الذي، على الرغم من كل شيء، سيظلُّ متأمِّلًا... حتى النهاية، وهو الذي يواجه شخصياتٍ كئيبةً ويكافح في جوٍّ قمعي.



13x20 سم

260 صفحة

قراءة المزيد
تقييمات المنتج

٣٤

إضافة للسلة